بقلم أحمد نقاش
تم عقد ملتقى الحوار الوطني ما بين 31/07 الى 09/08/2010 بحضور {330} عضوا من مختلف فئات ابناء أرتريا،لقد كان حقا عرسا وطنيا،فضلا عن انه محطة تاريخية تستحق الوقوف نظرًا لما دار فى مجالسها خلال عشرة ايام من الحوارات والقرارات
كما هو منتظر من قراء مقالاتي سوف اتناول الموضوع من خلال ورؤية موضوعية ونظرة نقدية حتى يكون القراء على صورة كاملة على مجريات أحداث ملتقى الحوار الوطني لكي نتعرف على الجوانب الايجابية وكذلك الجانب السالب فيه لان الامم لا تتقدم الا بمعرفة كل الجوانب فى ممارستها السياسية،والتعرف على العثرات السالبة. التعرف على النواقص لا يعني بالضرورة انتقاص من الملتقى بل السير نحو الكمال الذى يصبو اليه ابناء أريتريا فى الداخل والخارج.
الاهتمام الاثيوبي:
كان اهتمام أثيوبيا والحزب الحاكم كبير جدا بهذا الملتقى ،لقد كان مقر الملتقى مناسب لمثل هذه الملتقيات الكبيرة الحجم ،وتم فيه توفير معظم الاحتياجات،خدمات الإقامة والإعاشة والرعاية الصحية كانت جيدة،والحس الامني كان عاليا جدا،اما من الناحية السياسية لقد حضر الجلسة الافتتاحية السيد {مختار خضر} عضو اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم والكلمة التي القاها فى الافتتاحية عبرت عن الموقف القوى والدعم اللا محدود للملتقى، وكذلك استقبال السيد {سيوم مسفن} وزير الخارجية الاثيوبي لسكرتارية الملتقى وقادة التحالف الديمقراطي الارترى حمل فى طياته دليل واضح على الاهتمام الكبير من الحكومة الاثيوبية بهذا الملتقى .
يمكن القول إن هذا الاهتمام له ما بعده اذا إستطاعت قوى المعارضة الاريترية إستغلاله فى وقته المحددة لان السياسة مثل الخيط الابيض من الفجر.فضلا عن هذا الاهتمام يشير على أن السياسة الاثيوبيا فى التعامل مع نظام اسمرا ستكون مختلفة فى قادم الايام عم كانت عليه فى السابق، يبدو ان هناك إستراتيجية جديدة على المعارضة الاريترية أن تحسن قراءتها بشكل جيد.
غياب الدور العربي :
معلوم تاريخيا ان لدول العربية كان لها دورا كبير فى القضية الاريترية ايام الكفاح المسلحة،الا ان غياب هذا الدور فى هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الشعب الارترى وخاصة فى مثل هذا الملتقى الجامع لأبناء الاريترية ،كان مصدر إستغراب بشكل ملحوظ ، عدا المشاركة الخجولة لوفدي السودان واليمن ضمن إطار تجمع تعاون صنعاء الذين شاركا بالحضور فقط فى الجلسة الافتتاحية لملتقى الحوار.
وهذا الموقف المتفرج من الانظمة العربية تجاه معاناة الشعب الارترى سوف يؤدى الى فتور العلاقات الاخوية والتاريخية والثقافية والروحية ما بين اريتريا المستقبل والمنطقة العربية وهذا ليس فى صالح الطرفين.
الدور العالمي:
إن ملتقى الحوار الوطني الارترى للتغيير الديمقراطي كان تجمع وطني كبير من أجل الديمقراطية والسلام فى القرن الافريقي،وبتالى من المفترض ان يجد إهتمام العالم بل كان ينبغي ان تحشد له مؤسسات عالمية رسمية وشعبية ووسائله الإعلامية بقدر المستطاع،لكن للأسف الشديد سجلت كل هذه الجهات غياب لامثيل له،مما حرم المجتمع العالمي من متابعة هذا العرس الكبير الذى تحقق لابناء اريتريا فى هذه اللحظة من التاريخ.
وأعضاء الملتقي لم يستطيعوا التعرف على الأسباب الحقيقية لهذا الغياب وخاصة غياب مؤسسات المجتمع الأدنى من دول العالم المتقدم التي هي اكثر حريتا وتحرورًا وكذلك الوسائل الاعلامية العالمية المختلفة،لان اللجنة التحضيرية لم تقدم اصلا تقريرها الادبي والمالي عن مرحلة عملها السابق للملتقي.وبتالي يمكن إرجاع اسباب الغياب وفق التحليل المنطقي الى احد الأسباب التالية :
- إن اللجنة التحضيرية لم تقدم الدعوات الى هذه الجهات إم لأسباب القصور والإهمال ام لأسباب خارج عن إرادتها.
- قد تكون قدمت الدعوات ولم تستجيب هذه الجهات،وفى هذه الحالة إن هذه المؤسسات قد تكون لم تستوعب بعد أن الشعب الأرترى يعيش فى هذه المرحلة حراك سياسي شديد من أجل التغيير الديمقراطي،وبالتالى حرمت نفسها وجماهيرها من متابعة حدث مهم فى أريتريا و فى القرن الإفريقي.
من هنا يجب على كل قوى المعارضة الاريترية ان تنفتح بشكل إيجابي على العالم وأن تخترق مجالاته المختلفة من أجل حشد التأيد لقضية الشعب والوطن،وخاصة مؤسسات المجتمع المدني الاريترية العاملة فى العالم الحر ان تبذل مجهودات جبارة فى مخاطبة المؤسسات المماثلة لها لكسب تأيدها لصالح قضية المعارضة،وكذلك من أجل حضورها فى المؤتمر القادم المزمع عقده.
اللجنة التحضيرية :
بذلت اللجنة التحضيرية مجهود جبار مقارنة مع ضيق الوقت وكثرت الاعمال التي واجهتها فى الاعداد والتجهيز وخاصة فى التصدى لمحاولة إفشال الملتقى من بعض قوى المحسوبة على المعارضة الأريترية وان كانت النواقص حاضرة بشكل من الاشكال وخاصة فى :
أ/ رغم أهمية الاوراق التي قدمت الى الملتقى من حيث المحتوى الا ان إعداد اوراق الملتقى لم تكن على مستوى المطلوب لكثرة الاطالة فيما لا ينبغى الإطالة فيه فضلا عن الإختلاف والتباين ما بين النسختين العربية والتقرينية مما أحدث شيئ من الارتباك والتأخير فى انجاز اعمال الورش بالسرعة المطلوبة.
ب/ القادمون من السودان تكبدوا مشاق الطريق البرى لاكثر من يومين رغم وجود من بينهم رجال كبار فى السن وعليلين فى الصحة.وهذا ربما جعل البعض أن يشعر بعدم مساواتهم بالأخرين الذين أتوا الى الملتقى عبر الرحلات الجوية .
ج/الارتباك الكبير الذى حدث فى تعديل جز التذاكر من حيث العودة للقادمين من {اوروبا وأستراليا وامريكا وكندا} لقد كان عجزا واضحا فى حل مشكلة بسيطة كهذه مقارنة مع اهتمام الدولة المضيفة الكبير مما يدل على ان التحضيرية لم تناقش مثل هذه المشكلة بشكل جيد مع الجهة المعنية علما ان الخطوط تابعة لدولة المضيفة.
لعل هذا الارتباك وإنشغال الناس بالعودة فى الزمن الضائع أثر سلبا على المتابعة الجيدة والدقيقة للبيان الختامي مما فات على الناس التباين ما بين النسختين العربية والتقرينية وكذلك فقرة {حق تقرير المصير} وكما حرم الناس من اللقاء الذى كان متوقع مع السيد {ملس زيناوى} رئيس وزراء أثيوبيا.
التحالف الديمقراطي الارترى :
لعب التحالف الديمقراطي الارترى دورا كبيرا وإيجابي لانجاح الملتقى بالتعاون الكامل مع اللجنة التحضيرية،ومع ذلك لم يكن للتحالف تصور كامل لمخرجات الملتقى مما احدث ذلك اشكالية كبيرة وارتباك فى ماهية حدود وصلاحيات هذا الملتقى،وعلى ما يبدو التحالف جاء بتصور محدود الا وهو ان مهام الملتقى فقط مناقشة القضايا المختلف حولها، من خلال الاوراق التي تم اعدادها وهى { ورقة الوحدة الوطنية، آليات التغيير ورقة المرحلة الانتقالية،،وكذلك ورقة الميثاق الوطني } بعد اقرار هذه الاوراق على الجميع الانصراف من حيث أتوا. فى المقابل كان تصور لبعض مؤسسات المجتمع المدني وكذالك الشخصيات المستقلة،ان يخرج الملتقى بمجلس وطني لكي يكون المظلة الوطنية الجامعة مع بقاء التحالف الديمقراطي كما هو فى مهامه الوطنية،وإختلاف الرؤية احدث شيئ من الحراك داخل الملتقى،ومن هذا الحراك تمخضت مفوضية ملتقى الحوار كحل وسط يرضى الاطراف المختلفة بما فيها تنظيمات خارج التحالف. فى البدء جاء الاقتراح لمفوضية تتكون من {45} ونصيب التحالف {22} وبعض احتجاج الاطراف الاخرى تم رفع عدد المفوضية الى {53} عضوا مع بقاء نصيب التحالف كما هو {22} بما فى ذلك التنظيم الذى تخلف عن حضور الملتقى.
مؤسسات المجتمع المدني :
من المعلوم ان مؤسسات المجتمع المدني الاريترية كان لها دور كبير فى انعقاد الملتقى فى الوقت المحدد له والتصدي لكل العراقيل لافشاله، الا انها لم تحمل هي الاخرى فى جعبتها رؤية مشتركة لمخرجات الملتقى، والبعض منها كان يرى ان دخول مؤسسات المجتمع المدني فى العمل السياسي بشكل واضح ومباشر فى مؤسساته السياسية يتعارض مع مهام وقوانين المنظمة لمؤسسات المجتمع المدنى،الا ان مثل هذه الاراء لم تجد اذنا صاغية،من معظم مؤسسات المجتمع المدني بل البعض حاول ان يوفق بين العمل فى اطار مؤسسة المجتمع المدنى والعمل السياسي المباشر من خلال المشاركة المباشرة فى السلطة على اساس ان السياسية الأريترية لها ظروفها الخاصة التي تمر بها الان وبالتالي الضرورات تبيح المحذورات،وهكذا تفاعل الجميع من اجل السلطة، تحت مبررات مختلفة وبشهية مفتوحة . من هنا يمكن القول ان بعض رجالات مؤسسات المجتمع المدنى الاريترية طلاب سلطة مثلهم فى ذلك مثل رجال التنظيمات الارترية،ولهم خياراتهم ثقافية ورؤية محددة فى السياسة الاريترية ومستقبل البلاد.والسعي الى السلطة من الاشياء المشروعة وخاصة اذا سميت الاشياء بمسمياتها.
التنظيمات خارج التحالف :
حضرت الملتقى تنظيمات خارج التحالف بعدد يفوق بكثير من تنظيمات داخل التحالف،الا ان حالهم كان اشبه بحال اليتيم الذى حضر مائدة الاخرين،فى مقابل تنظيمات التحالف التي كان لها فاعلية كبيرة داخل الملتقى ومع ذلك هذه التنظيمات خارج التحالف ساهمت بشكل إيجابي فى مسيرة فعاليات الملتقى ثم انخرطوا مثلهم مثل الاخرين فى الصراع على السلطة واستماتوا من اجل رفع نصيبهم من خمسة الى سبعة،ثم واجهتهم صعوبة شديدة فى اختيار السبعة من {15} تنظيم تقريبا.
الشباب :
ان ملتقى الحوار الوطني تميز بحضور مميز وبعدد كبير للشباب من بلاد المهجر واثيوبيا والسودان وكانت تدور حوارات جيدة بينهم بل كان لديهم احترام متبادل اثناء النقاش والحوارات،الا ان نصيبهم فى الكوتا كانت قليلة جدا مقارنة مع عددهم الكبير فى الملتقى،وكان نصيبهم فى الكوتا {2} فقط وأسلوب الاختيار كان ديمقراطيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى واذ تم ترشيح عدد من الشباب ومن بينهم تم اختيار شخصين عبر الاقتراع السري ومن ثم أعلنت اللجنة الانتخابية الخاصة بهم النتيجة بالفائزين والاحتياط ،وكانت هذه الممارسة حقا جميلة تستحق الوقوف،من هنا يمكن القول اذا كانت ستمارس فى اريتريا المستقبل الديمقراطية الصحيحة دون تأويل او تحوير ستمارس من خلال الشباب الارترى ان استطاعوا الى ذلك سبيلا.
المرأة :
مشاركة المرأة الأريترية فى الملتقى كان قوية وملفت للنظر والمساهمات فى النقاش والاراء كانت على مستوى عالي جدا والحرص على خروج الملتقى بنجاح كان اكبر ونصيبها فى الكوتا كان مناسب لحضورها.
الرعيل الاول :
ان وجود رجالات الرعيل فى الملتقى اضفى على الملتقى روح التحدي لكل الصعاب مهما كانت كبيرة
فضلا عن انها كانت اشبه ما تكون بتسليم الامانة الى اهلها،ان وجود مثل هؤلاء الرجال رغم تقدم السن بهم وحضورهم للملتقى عبر الطرق البرية لدليل واضح ان عطاء هؤلاء لهذا الوطن ولهذا الشعب عطاء لا حدود له .. على قدر أهل العزم تأتى العزائم... وتأتي على قدر الكرام المكارم.. وعلى ابناء اريتريا ان يلتفتوا بعين العطف والاجلال الى هؤلاء الرجال.
خطبة صلاة الجمعة :
يوم 06/08/2010 صادقة يوم الجمعة وقام اهل القبلة من اعضاء الملتقى بإقامة شعيرة صلاة الجمعة فى الساحة المفتوحة والقى فيها الشيخ {خليل} خطبة هادفة اكد فيها على اهمية الملتقى والحوار الوطني بين ابناء اريتريا كافة ومن كل المعتقدات دون تميز،ثم اردف قائلا ..كان من الاهمية بمكان لو يكون مثل هذا الملتقى، ملتقى للمسلمين خاصة بهم لكي يناقشوا فيها قضاياهم الخاصة ويحدد فيها مطالبهم الخاصة ويرتبوا فيها البيت الد اخلى لكي يساعد كل ذلك فى ايجاد الحل الشامل للقضية الوطنية ... حقا كانت خطبة هادفة .. لكن هل استوعبها الحاضرون وخاصة اولى الأمر.. واقع المسلمين داخل الملتقى يقول غير ذلك ان خطبة الشيخ بقدر حكمتها لم يكن واقع لاستيعابها .. بدليل الكل كان يسعى للكسب الحزبي اكثر من خلق التوازن الحقيقي فى اطار الوطن العام بل ان التخطيط كان ضعيف فى تحقيق المكاسب.. وما تحقق من الاهداف المشتركة لم تتحقق بفضل التخطيط المشترك إنما تحققت على اساس انها كانت مطالب كل حزب او تنظيم على حدا وبتالى كانت التقاء دون لقاء والفرق شاسع بين المسألتين فى العمل السياسي الا أن إلتقاء الافكار دون إلتقاء الرجال قد لا تجدى فى كثير من الاحيان ولا فى قادم الايام لان دوام الحال على ما هو عليه من المحال .. هكذا اناس يحسنون التخطيط دون خطبة الجمعة .. وأناس لا يقدرون على حسن التخطيط رغم خطبة الجمعة وملامسة الشيخ للجرح الحقيقي وكيفية المعالجة.. وكانت خطبة الشيخ كمن قيل فى شأنها .. {لا يصلح العطار ما افسده الدهر ..}
نظام الكوتا والديمقراطية :
من الاشياء المتعارف عليها فى الملتقيات والمؤتمرات ان الوفود لمجرد وصولهم إلى قاعة الملتقى او المؤتمر يصبحون اعضاء للملتقى او المؤتمر الذى جاؤا اليه بصرف النظر عن المناطق او الجهات او المؤسسات او التنظيمات او القنوات التي جاؤا عن طريقها دون ان يعنى ذلك التنازل عن قنعاتهم السياسية والفكرية ولكن يفترض ان تنزل هذه اراء السياسية او الفكرية ضمن سياق الملتقى ومن يطرحها ان يطرحها كعضو الملتقى لا كعضو فى الجهة او المؤسسة،الا ان الكثير لم يستطيع التفريق والتوفيق ما بين هذا وذاك وبتالى ظهرت ظاهرة الاجتماعات الفئوية كل على حدا – شباب ،مرأة،مؤسسات مجتمع مدنى،تنظيمات التحالف،تنظيمات خارج التحالف،الرعيل،وكذلك على اساس المناطق الجغرافية- ولعل هذا المناخ رغم فوائده فى تسهيل الحوار إلا أنه هيأت النفوس لقبول نظام الكوتا الجامدة - الذى لا يخضع للانتخاب العام بعد تحديد القوائم- دون اي جدل يذكر،بل لم تجد الاقتراحات التي ارادت ان توفق ما بين نظام الكوتا الجامدة وادخال المدرسة الديمقراطية فى الممارسة طريقها إلى قلوب الناس ولعل الارهاق والتعب خلقت لدى الناس رؤية ضبابية فيما ينبغى ان يكون او التميز ما بين {الكوتا الجامدة} و {الكوتا المرنة} التي تخضع للإنتخاب العام على مستوى الحضور بعد تحديد كل جهة قوائمها الانتخابية،الا فى كثير من الاحيان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
هكذا تغلب نظام الكوتا على الاسلوب الديمقراطي المباشر العام فى اختيار سكرتارية الملتقى وكذلك فى اختيار المفوضية ،بل هناك من اعتبر ان نظام الكوتا هو احد اساليب الديمقراطية لمجرد اختيار الناس فى المجموعات دون اشراف السكرتارية على ذلك على الاقل لتأكد من حضور العدد الكلى للمجموعة الجغرافية او الفئوية بل لتأكد من تطبيق اللائحة فى اسلوب الاختيار،ام ترك الامور للمجموعات ثم اقرارها دون التعرف على المعترض او الطاعن كان فيه شيئ من التسرع هكذا تم تأويل الممارسة الديمقراطية دون دليل ولا كتاب ولا سراج منير وبتالى نظام الكوتا هو الذى ادى الى ضرورة ارتفاع عدد السكرتارية إلى {17} وكذلك عدد المفوضية إلى {53} هذا الاسلوب ان حل اشكالية الصراع على السلطة الا انه حرم بعض الكفاءات والقدرات المستقلة للولوج الى السكرتارية او الى المفوضية،ليصبحوا اضافة الى بعض الكفاءات الاخرى،لكن هذه هي سلبيات نظام الكوتا الذي كان مفضل على الديمقراطية المباشرة ،من هنا ينبغى على المفوضية على ما لديها من الكفاءات ان تستعين بأهل التخصص والكفاءات الاخري فى اعدادها للمؤتمر القادم.
وجملة القول إن الملتقي نجح فى مناقشة كل القضايا الحساسة بكل وضوح وشفافية وبتالى نجح فى تعزيز الثقة وتوحيد الرؤية والتأكيد على اهمية الحفاظ على حقوق الجميع في ظل وحدة اريتريا ارضا وشعبا تحت شعار – الوحدة فى التنوع – هكذا سادت جلسات الملتقى ومجالسه مناقشات ديمقراطية عالية بروح من المسؤولية والمحبة والاخوة،الا ان طبيعة تكوين الملتقي والظروف التي نشأة تحتها جعلته ان تكون الكوتا حسن الختام على الاقل فى هذه المرحلة، لذا ما كان فى الامكان ابداع اكثر مما كان،وفى كل الاحوال علينا ان نستفيد من هذه التجارب فى قادم الايام،ليس عيبا ان تتقدم ثم تتعثر مادام تعمل،لكن العيب ان تستمر فى العثرات،وعلى المجتمع الارترى ان يتحرر من نظام الكوتا الجامدة، لينطلق الى رحاب الديمقراطية المباشرة مادام نسعى للتغيير الديمقراطي الحقيقي.